ومعنى:{يُحِبُّونَهُمْ}: يعظمونهم ويخضعون لهم تعظيم المحبوب.
{كَحُبِّ اللَّهِ}: الكاف في محل النصب على النعت لمصدر محذوف، أي: تعظيمًا مثل تعظيم الله والخضوع له. والمصدر يجوز أن يكون مبنيًّا للمفعول القائم مقام الفاعل، أي: كما يحب الله، ثم كحب اللهْ، وأن يكون مبنيًّا للفاعل مضافًا إلى المفعول في اللفظ وهو في التقدير مضاف إلى الفاعل تقديره: كحبهم اللهَ، أو كحبكم الله.
ومعنى {كَحُبِّ اللَّهِ}: أي يسوُّون بينه وبينهم في محبتهم؛ لأنهم كانوا يقرون بالله ويتقربون إليه.
و{مَن} في كلا التقديرين في موضع رفع بالابتداء، و {وَمِنَ النَّاسِ} الخبر.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا}: مبتدأ. {أَشَدُّ حُبًّا}: خبره. و {حَبًّا} نصب على التمييز، والتقدير: والذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله من حب متخذي الأنداد للأنداد؛ لأنهم لا يعدلون عنه إلى غيره بخلاف هؤلاء الظلمة، فإنهم يعدلون عن أندادهم إلى الله عند الشدائد، فيفزعون إليه ويخضعون له، ويجعلونهم وسائط بينهم وبينه فيقولون: . هؤلاء شفعاؤنا عند الله.
{وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}: جواب (لو) محذوف، و {يَرَى} قيل: بمعنى (يعلم) الذي يفتقر إلى مفعولين، وسدت {أَنَّ} مُسَدَّهما (١)، و {الَّذِينَ ظَلَمُوا} فاعل {يَرَى}، أي: ولو يعلمُ هؤلاء الذين ارتكبوا الظلم العظيم بشركهم، أن القدرة كلها لله على كلّ شيء من العقاب والثواب دون أندادهم، ويعلمون شدة عقابه للظالمين إذا عاينوا العذاب يوم القيامة،
(١) كون (يرى) بمعنى: يعلم، هو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن ١/ ٦٢، والأخفش في معانيه ١/ ١٦٥، وحكاه النحاس في إعرابه ١/ ٢٢٧ عن الثاني. وانظر مشكل مكي ١/ ٧٨، والبيان ١/ ١٣٣.