للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرياح السحاب؛ لأنَّها تسوق السحاب وتصرفه يمينًا وشمالًا في الجو بمشيئة الله يمطر حيث شاء.

وقريء: (الريح) بالتوحيد على إرادة الجنس، وبالجمع (١)؛ لأنَّها مختلفة المجاري.

{بَيْنَ السَّمَاءِ} يحتمل أن يكون ظرفًا للمُسَخَّر، وهو السحاب سُخِّر للرياح تقلبه، وأن يكون حالًا من المستكن في المسخر.

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (١٦٥)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ} (مَن) يحتمل أن تكون موصولة وما بعدها صلتها، ونهاية صلتها {كَحُبِّ اللَّهِ} وأن تكون موصوفة وما بعدها صفتها.

{يُحِبُّونَهُمْ}: في محل النصب إما على الحال من المستكن في {يَتَّخِذُ}، وإما على النعت للأنداد. ولك أن تجعله في محل الرفع على النعت لـ {مَن} إذا جعلتها موصوفة؛ لأنَّ في الجملة ضميرين: أحدهما لـ {مَن} وهو المنوي في الفعل، والآخر للأنداد وهو الهاء والميم، فلذلك جاز أن تكون صفة لأحد المذكورين.

وأفرد المستكن في {يَتَّخِذُ} حملًا على لفظ {مَن}، وجمع في (يحبون) حملًا على معناه.


(١) القراءتان صحيحتان: فقد قرأ حمزة والكسائي وخلف بالتوحيد، وقرأ الباقون بالجمع.
انظر السبعة / ١٧٣/، والحجة ٢/ ٢٤٨ - ٢٥٠، والمبسوط ١٣٨ - ١٣٩، والنشر ٢/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>