للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ}: (ما) موصولة، أي: بالذي ينفعهم مما يُحْمَل فيها. أو مصدرية، أي: بِنَفْعِ الناس (١).

{مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ}: الأولى لابتداء الغاية، والثانية تحتمل أن تكون للتبعيض، وأن تكون للتبيين، لاختلاف المُنْزَلِ منها.

{وَبَثَّ فِيهَا}: عطفٌ على {أَنْزَلَ} داخل تحت حكم الصلة؛ لأنَّ قوله: {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ} عطف على {أَنْزَلَ} فاتصل به، وصارا جميعًا كالشيء الواحد، كأنه قيل: وما أنزل في الأرض من ماء، وبثَّ فيها دوابَّ من كلّ دابة.

ولك أن تجعل من {مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} مزيدة على رأي أبي الحسن؛ لأنه يجيز زيادة (من) في الواجب (٢)، فلا حَذْفَ مفعولٍ في الكلام على هذا.

ولك أن تعطف، {وَبَثَّ} على {فَأَحْيَا} على معنى: فأحيا بالمطر الأرض وبث فيها دوابَّ من كُلِّ دابةٍ، أو كُلَّ دابةٍ على ما أوضحت؛ لأنهم ينمون بالخصب، ويعيشون بالغيث. والبث: النشر والتفريق.

{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}: يحتمل أن يكون المصدر مضافًا إلى المفعول. وهو الوجه، يعضده قول قتادة: قادر والله ربُّنا إن شاء جعلها رحمةً لواقحَ للسحاب، ونشرًا بين يدي رحمته، وإن شاء جعلها عذابًا ريحًا عقيمًا لا تُلقح شيئًا، إنما هي عذاب على من أرسلت إليه (٣).

وأبين يكون مضافًا إلى الفاعل، والمفعول محذوف، أي: وتصريفُ


(١) في (أ): تنفع الناس. وفي (ب) و (ط): ينفع الناس.
(٢) تقدم تخريج مذهب أبي الحسن الأخفش هذا، وانظر معانيه ١/ ١٠٥.
(٣) أخرجه الطيري ٢/ ٦٤ عن قتادة، وكذا عبد بن حميد وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور ٢/ ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>