قوله عز وجل:{أَنْ تَبْتَغُوا} في موضع نصب لعدم الجار وهو (في)، أو جر لإرادته، ولو ظهر لكان متعلقًا بـ {جُنَاحٌ} لما فيه من معنى الفعل، وهو الجنوح والميل، أو لكونه في معنى الإثم.
{فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}: أي عطاء منه وتفضلًا، وهو النفع والربح بالتجارة على ما فسر (١). فإن قلت: بماذا يتعلق {مِنْ رَبِّكُمْ}؟ قلت: بقوله: {أَنْ تَبْتَغُوا}، أو بمحذوف إن جعلته نعتًا لفضل، ومحله نصب على كلا الوجهين.
وقوله:{فَإِذَا أَفَضْتُمْ}: (إذا) ظرف، وناصبه {فَاذْكُرُوا}. ومعنى {أَفَضْتُمْ}: دَفَعْتُمْ بكثرةٍ، من إفاضة الماء، وهو ضبه بكثرة. يقال: فأض الماء يفيض فَيْضًا وفيضوضة، أي: كثر حتى سال على ضفة الوادي، وأفاض فلان إناءه، أي: ملأه حتى فاض.
فإن قلت: فإن كان الأمرُ على ما زعمتَ، فأين مفعولُ {أَفَضْتُمْ}؟
(١) انظر جامع البيان ٢/ ٢٨٣، ومعالم التنزيل ١/ ١٧٤.