للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ}؛ لأن كلتيهما كلمة تعجب.

وقيل: الكاف مزيدة، كالتي في قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (١) كأنه قيل: ألم تر إلى الذي حاج أو الذي مر على قرية (٢). {أَوْ} للتخيير.

وسميت القريةُ قريةً لاجتماع الناس فيها، من قولهم: قريت الماء، إذا جمعته (٣).

{وَهِيَ خَاوِيَةٌ}: في موضع جر لكونها صفة لقرية.

{عَلَى عُرُوشِهَا}: متعلقة بخاوية، أي: ساقطة على سقوفها، وقيل: {عَلَى عُرُوشِهَا} بدل من {عَلَى قَرْيَةٍ}، كأنه قال: مر على عروشها. {أَنَّى}: منصوب بِيُحيي.

{مِائَةَ عَامٍ}: ظرف لقوله: {فَأَمَاتَهُ}، والعام: السنة، قيل: مأخوذ من العَوْمِ وهو السباحة؛ لدور القمر في فلكه اثني عشر دورًا هو سنة.

{كَمْ لَبِثْتَ}: كم: سُؤال عن عددٍ في موضع نصب على أنه ظرف لِـ {لَبِثْتَ}، كأت قيل: أمائةَ سنةٍ لبثتَ، أو أقل، أو أكثر؟ وقيل: {أَوْ} بمعنى بل، أي: بل لبثت بعض يوم (٤).

{لَمْ يَتَسَنَّهْ}: مجزوم بلم وعلامة الجزم حَذْفُ الضمة من الهاء. والهاء أصلية، وهي لام الفعل، وأصلها سَنْهَةٌ بوزن جَبْهَة فَعْلَة، من سَنَهَتِ النخلةُ وَتَسَنَّهَتْ، إذا أتت عليها السنون، أو حَذْفُ الألف المنقلبة عن الواو، وأصلها سَنَوةٌ، بدليل قولهم: سنوات، واشتقاقه من السنة على الوجهين،


(١) سورة الشورى، الآية: ١١.
(٢) الأول إعراب الفراء ١/ ١٧٠، والزجاج ١/ ٣٤٢، واقتصر عليه مكي ١/ ١٠٨، والثاني إعراب الأخفش ١/ ١٩٧. وذكره صاحب البيان ١/ ١٧٠، والعكبري ١/ ٢٠٨ وقدماه على الأول.
(٣) كذا في معاني الزجاج ١/ ٣٤٢، وإعراب النحاس ١/ ٢٨٤.
(٤) انظر البيان ١/ ١٧٠، والتبيان ١/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>