للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولنجعلك .. وقيل: الواو صلة، والتقدير: فعلنا هذا بك لنجعلك آية للناس، أي: عبرة ودلالة على البعث بعد الموت (١). وقيل: إنما كان آية لأنه عاد إلى قريته وهو شاب، وبنو بنيه شيوخ (٢).

(كيف نُنْشِرُها) (٣): {كَيْفَ} منصوب بقوله: (نُنْشِرُها)، ولا يجوز أن يكون منصوبًا بقوله: {وَانْظُرْ}؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. و (نُنْشِرُها): في موضع نصب على الحال من العظام، والعامل فيها قوله: (نُنْشِرُها)، أي: وانظر إلى العظام مُحْيَاةً.

وقرئ: (نُنْشِرها) بالراء من الإِنشار، وهو الإِحياء، أي نحييها، و {نُنْشِزُهَا} بالزاي من النَشْزِ، وهو المكان المرتفع من الأرض، أي نرفع بعضها إلى بعض للتركيب، وعليهما الجمهور (٤). وقرئ: (نَنْشُرها) بفتح النون وضم الشين (٥). وذلك يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون من نشر الله الموتى، بمعنى أنشرهم. يقال: نَشَرَ الميتُ ونشرته، يتعدى ولا يتعدى، كغاضَ الماءُ وغِضته.

والثاني: أن يكون من النَشْر الذي هو ضد الطي على معنى: نُصفِّفُها لأجل الإِحياء.


(١) انظر هذا في زاد المسير ١/ ٣١١.
(٢) أخرجه الطبري ٣/ ٤٢ عن الأعمش. كما ذكروا أنه لما مات كان عمره أربعين سنة، وكان له ابنٌ له من العمر عشرون سنة. فلما بعث كان ابنه قد بلغ مائة وعشرين سنة، بينما هو بقي على سنّ الأربعين. انظر النكت والعيون ١/ ٣٣٢، وزاد المسير ١/ ٣١١.
(٣) بالراء على قراءة صحيحة سوف تأتي بعد.
(٤) قرأ ابن كثير، والمدنيان، والبصريان بالراء، وقرأ ابن عامر، والكوفيون بالزاي. انظر السبعة / ١٨٩/، والحجة ٢/ ٣٧٩، والمبسوط / ١٥١/، والتذكرة ٢/ ٢٧٤، والتبصرة/ ٤٤٥/، والنشر ٢/ ٢٣٠.
(٥) رواية أبان عن عاصم، كما نسبت إلى الحسن، وابن عباس رضي الله عنهما، وأبي حيوة. انظر السبعة والحجة في الموضعين السابقين، وإعراب النحاس ١/ ٢٨٥، والمحرر الوجيز ٢/ ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>