للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا} لحمًا: مفعول ثانٍ لنكسو.

{فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ}: فاعل {تَبَيَّنَ} محذوف، أي: فلما تبين له أن الله على كل شيء قدير {قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، فحُذف الأول لدلالة الثاني عليه، كما في قولهم: ضربني وضربت زيدًا. أو: فلما تبين له ما أشكل عليه، يعني أمر إحياء الموتى، وكلاهما قول الزمخشري (١). أو: فلما تبين له ذلك عيانًا، وهو إحياء الله الموتى، فاعرفه (٢).

وقرئ: (قال أَعلمُ) بفتح الهمزة ورفع الميم على الخبر، وبوصل الهمزة وإسكان الميم على الأمر (٣)، وَجْهُ من قرأ على الخبر أنه لما شاهد ما شاهد أخبر عن نفسه بذلك، ومن قرأ على الأمر يحتمل أن يكون الآمر هو الله تعالى، وأن يكون عُزيرًا على إنزال نفسه منزلة الأجنبي، فأَمَرَها كما يَأْمُرُ الأجنبيَّ، لتنتبه على ما تبيّن له (٤)، وعليهما الجمهور.

وقرئ: (قيل اعلم) على البناء للمفعول (٥). وقرئ أيضًا: (أَعلِم) بفتح الهمزة وكسر اللام (٦) من الإِعلام، أي: أَعْلِمْ أتباعَكَ بذلك، أو الخلق، والله تعالى أعلم.

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٦٠)}.


(١) الكشاف ١/ ١٥٨.
(٢) انظر في هذا الوجه: الطبري ٣/ ٤٥.
(٣) القراءتان صحيحتان، والأكثر على الأولى، بينما قرأ حمزة، والكسائي: بوصل الهمزة وإسكان الميم. انظر السبعة / ١٨٩/، والحجة ٢/ ٣٨٢ - ٣٨٣، والمبسوط / ١٥١/.
(٤) انظر هذا المعنى أيضًا في الحجة ٢/ ٣٨٥.
(٥) نسبت هذه القراءة إلى أبي وعبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنهما والأعمش، انظر معاني الفراء ١/ ١٧٣ - ١٧٤، والكشاف ١/ ١٥٨، والمحرر الوجيز ٢/ ٢٩٩.
(٦) رواية الجعفي عن أبي بكر، انظر البحر ٢/ ٢٩٦، والدر المصون ٢/ ٥٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>