للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محذوف، أي: أُقَدِّرُ لكم شيئًا مِثلَ صورة الطير. والهيئة: الصورة المهيأة.

{فَأَنْفُخُ فِيهِ}: الضمير في {فِيهِ} للمفعول المذكور آنفًا، وقيل: للهيئة؛ لأنها بمعنى المُهَيَّأ، كالخلق بمعنى المخلوق، فتكون الهيئة على هذا مصدرًا، وقيل: للكاف، أي: في ذلك الشيء المماثل لهيئة الطير (١).

وقوله: {فَيَكُونُ طَيْرًا} كان هنا يحتمل أن تكون تامة بمعنى: فيصير طيرًا، أي: فينقلب من جنس الطين إلى جنس الطير، فيصير طيرًا كسائر الطيور حيًّا طيّارًا بإذن الله، أي: بأمره وتكوينه، وأن تكون ناقصة، فـ {طَيْرًا}: على الأول: حال من المنوي في قوله: {فَيَكُونُ}، وعلى الثاني: خبر كان، أي: فيكون هذا الشخص طيرًا أو طائرًا.

وقوله: {بِإِذْنِ اللَّهِ} يجوز أن يكون من صلة {طَيْرًا}، وأن يكون من صلة {فَيَكُونُ}.

وقوله: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ} عطف على {أَخْلُقُ}. والأكمه: الذي ولد أعمى، وقيل: هو الممسوح العين (٢).

{بِمَا تَأْكُلُونَ}: يحتمل أن تكون (ما) موصولة وما بعدها صلتها. وأن تكون موصوفة وما بعدها صفتها. وأن تكون مصدرية، أي: بأكلكم.

{وَمَا تَدَّخِرُونَ}: عطف عليها، وحُكْمُها في الاحتمال حُكْمُها. وتدخرون: تفتعلون من الذُّخْر، وأصله تَذْتخرون، فأُبدل من التاء دال لتوافق الذال في الجهر، لأن الذال مجهورة، والتاء مهموسة فأُبدل من مخرجها


(١) انظر هذه الأقوال أيضًا في مشكل مكي ١/ ١٤٢، والبيان ١/ ٢٠٤ - ٢٠٥، والتبيان ١/ ٢٦٣.
(٢) الأول هو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن ١/ ٩٣، وذكره ابن دريد في الجمهرة (كمه)، والأنباري في الأضداد/٣٧٨/ كلاهما عن أبي عبيدة. وهو قول الزجاج ١/ ٤١٤ أيضًا. والثاني هو قول الزمخشري في الكشاف ١/ ١٩٠. وقال الراغب في المفردات (كمه): هو الذي يولد مطموس العين.

<<  <  ج: ص:  >  >>