للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إضمار: (هم)، أو على الابتداء والخبر محذوف، أي: يقولون ربنا. وعلى الوجه الأول يكون محل يقولون نصبًا على الحال، أي: يتفكرون قائلين، ونهاية صلة الذين: {وَالْأَرْضِ}.

وقوله: {قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} أحوال من الضمير في {يَذْكُرُونَ}، وجاز أن يكون {وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} حالًا أيضًا منه عطفًا على ما قبله، لأنَّ الظروف تكون أحوالًا للمعارف، كما تكون أوصافًا للنكرات، كأنه قيل: يذكرونه قائمين وقاعدين ومضطجعين. والمعنى: يذكرون الله دائمين، لأنَّ الإنسان لا يخلو عن هذه الأحوال الثلاث.

و{قِيَامًا} جمع قائم، كنيام في جمع نائم، و {وَقُعُودًا} جمع قاعد، كسجود في جمع ساجد.

وقوله: {وَيَتَفَكَّرُونَ} يحتمل أن يكون عطفًا على قوله: {يَذْكُرُونَ} داخلًا في صلة {الَّذِينَ} خاليًا عن المحل، وأن يكون عطفًا على الأحوال، فيكون محله نصبًا على الحال، والأول أمتن.

وقوله: {مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} على إضمار القول، أي: يقولون ذلك، ومحله النصب على الحال، أي: يتفكرون قائلين: ما خلقت هذا الخلق، أو هذا الشيء باطلًا.

و{بَاطِلًا}: نعت لمصدر محذوف، أي: ما خلقته خَلْقًا باطلًا بغير حكمة، بل لِحكَمٍ بوالغَ. ولك أن تجعله حالًا من {هَذَا} والعامل فيها {خَلَقْتَ}، أي: ما خلقت هذا عاريًا عن حكمة، ويَضْعُفُ أن يكون مفعولًا من أجله كما زعم الجمهور، أي: للباطل، لأنَّ من شرط المفعول من أجله أن يكون مصدرًا، وليس هذا مصدرًا، وإنما هو اسم فاعل من بطل الشيء فهو باطل، وأما مصدره: فَبُطْلٌ، وبُطْلان، وبُطُولٌ.

وأما جعلهم اسم الفاعل هنا بمعنى المصدر، [فعنه مندوحة بما

<<  <  ج: ص:  >  >>