للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {مِمَّا قَلَّ مِنْهُ} بدل {مِمَّا تَرَكَ} بتكرير العامل.

وقوله: {نَصِيبًا} اختلف في نصبه، فقيل: نَصْبٌ على الاختصاص بمعنى: أعني نصيبًا (١).

وقيل: هو مفعول لفعل محذوف تقديره: جعل لهم نصيبًا، دل عليه معنى قوله: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ}، {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ}؛ لأنه في معنى: جعل الله ذلك لهم (٢).

وقيل: هو منصوب على الحال إما من المستكن في {قَلَّ} أو {كَثُرَ}، أو من المستكن في الاستقرار في قوله: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ}، هذا قول أبي إسحاق، وجعلها حالًا مؤكِّدة، وقال: المعنى لهؤلاء أَنْصِبَةٌ على ما ذكرناها في حال الفرض، ثم قال: وهذا كلام مُؤَكَّدٌ؛ لأنَّ قوله: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ} معناه: أن ذلك مفروض لهم، انتهى كلامه (٣).

وقيل: هو اسم في موضع المصدر المؤكد، كقوله: {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} (٤)، كأنه قيل: قَسْمًا واجبًا (٥).

{مَفْرُوضًا}: نعت لنصيب، أي: مقطوعًا واجبًا لا بد لهم من أن يحوزوه.

{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٨)}:


(١) ذكره الزمخشري ١/ ٢٤٩ أولًا، وقال أبو حيان ١/ ٥٨٩: إن عنى الاختصاص المصطلح عليه فهو مردود بكونه نكرة، وقد نصوا على اشتراط تعريفه.
(٢) اقتصر عليه ابن الأنباري ١/ ٢٤٤ وقال: هو أقوى ما قيل فيه من الأقاويل.
(٣) معاني الزجاج ٢/ ١٥.
(٤) آخر الآية (١١) من هذه السورة.
(٥) هذا إعراب الفراء ١/ ٢٥٧، والأخفش ١/ ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>