للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله عزَّ وجلَّ: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} الضمير في {مِنْهُ} للمتروك، دل عليه الحال، أو للمقسوم؛ لأنَّ القسمة تدل على المقسوم (١).

{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٩)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} نهاية صلة {الَّذِينَ}: {عَلَيْهِمْ}، ومفعول قوله: {وَلْيَخْشَ} محذوف، أي: وليخش هؤلاء عقاب الله في حمل الموصي على الإجحاف بالذرية، وهم الذين يجلسون إلى المريض فيقولون: إن ذريتك لا يغنون عنك من الله شيئًا فقدِّمْ مالك، على ما فُسِّر (٢)، أو: وليخشوا ضَياعَ أيتامِهم بعدهم، والخشية: الخوف.

وقوله: {مِنْ خَلْفِهِمْ} يجوز أن يكون من صلة قوله: {تَرَكُوا}، وأن يكون حالًا من {ذُرِّيَّةً}.

و{ضِعَافًا}: جمع ضعيف، كظريف وظراف، وقرئ: (ضعفاء) (٣)، وهو جمع ضعيف أيضًا، كظرفاء وكرماء في جمع ظريف وكريم.

و{خَافُوا}: جواب {لَوْ}، ومفعوله محذوف، أي: خافوا عليهم الفقر أو الضياع.

{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (١٠)}:


(١) اقتصر على هذا مكي ١/ ١٨١، وابن الأنباري ١/ ٢٤٤، والعكبري ١/ ٣٣٣، وقال بالأول الزمخشري ١/ ٢٤٩.
(٢) كذا في الكشاف ١/ ٢٥٠، وانظر جامع البيان ٤/ ٢٦٩ - ٢٧٠.
(٣) نسبها ابن عطية ٤/ ٢٩ إلى أبي عبد الرَّحمن، وأبي حيوة، والزهري، وابن محيصن، وعائشة رضي الله عنها، وانظر البحر المحيط ٣/ ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>