للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخلاف المشهور. وليست التاء في بنت للتأنيث، يدل على ذلك سكون ما قبله، إذ ليس في كلام القوم تاء تأنيث قبله حرف صحيح ساكن، وإنما هو بدل من الواو أو الياء في بَنَوٍ، إلّا أنهم عدلوا عن فَعَلٍ إلى فعْلٍ ولم يقولوا: بَنَتٌ بفتح الفاء والعين من الكلمة كما كان أصلها، لئلا يظن ظانٌّ أن التاء للتأنيث، حتى كأنه قيل: بَنَوَةٌ أو بَنَيَةٌ، ثم حذفت لامها فبقي بَنَةٌ، وعلى بَنَةٍ أتت بنات، هذا مذهب الحذاق من أهل هذه الصناعة (١).

وأخوات جمع أخت، وأصلها: أَخَوَةٌ، على: فَعَلَةٍ، ثم حذفت التاء وصيغت الكلمة على مثال بُرْدٍ، نحو: أُخْوٍ، ثم أُبدلت من الواو التاءُ فصارت أُخْتًا، ولو لم يغيروا الصيغة وقالوا: أَخَت بفتح الفاء والعين منها لجاز أن يَحْسِبَ حاسِبٌ أن التاء للتأنيث، فالتغيير في الكلمتين دليل على أن التاء بَدَلٌ من لام الكلمة وليست للتأنيث.

فإن قلت: فلم رُدَّ المحذوف في أَخَواتٍ، ولم يرد في بَنَاتٍ؟ قلت: قيل: حُمل كلّ واحد من الجمعين على مُذَكَّرِه، فمذكر بنات لم يُرَدَّ فيه المحذوف، بل أتى ناقصًا في الجمع، فقالوا: بَنُونَ، وقالوا في جمع أخٍ: إخوةٌ وإخوان، فردوا المحذوف كما ترى (٢).

وعمات جمع عَمَّةٍ، والعمّةُ تأنيث العم الذي هو أخو الأب.

وخالات جمع خالة، والخالة تأنيث الخال الذي هو أخو الأم، وألفه منقلبة عن واو، يدل عليه قولهم في جمعه: أخوال.

{وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ} يعني المرضعات، وإنما سَمَّاهُنَّ أمهات للحُرمة، كأزواج رسول الله - صلي الله عليه وسلم - سماهن الله جل ذكره أمهات المؤمنين للحرمة.


(١) انظر في هذا أيضًا إعراب النحاس ١/ ٤٠٥، والتبيان ١/ ٣٤٤.
(٢) انظر في هذا أيضًا: التبيان ١/ ٣٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>