للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} يعني الأجنبيات اللاتي أَرْضَعَتْهن أمهاتكم بلِبان آبائكم، واللِّبانُ بالكسر كالرِّضاع، يقال: هو أخوه بلِبان أمه. قال ابن السكيت: ولا يقال: بلبن أمه، إنما اللبن الذي يُشرب (١).

وقوله: {مِنَ الرَّضَاعَةِ} في محل النصب على الحال من الأخوات، أي: وحرمت عليكم أخواتكم كائنات من الرضاعة. والمراد بالتحريم هنا تحريم نكاحهن، وقد ذكر قبيل.

وقوله: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} الربائب: جمع رَبِيبة، والربيبة بِنْتُ امرأةِ الرجلِ من غيره، سميت ربيبة لتربيته إياها، وهي فَعيلة بمعنى مفعولة، وإنما دخلته التاء؛ لأنه اسم لا وصف، وإنما سمي ولد المرأة من غير زوجها ربيبًا وربيبة، لأنه يَرُبُّهما كما يَرُبُّ وَلَدَه (٢)، ثم اتُّسع فيه فَسُمِّيا بذلك، وإن لم يربهما. والربيبة من المرأة المدخول بها محرمة على الرجل حلال له إذا لم يدخل بها (٣).

{فِي حُجُورِكُمْ}: جمع حَجْرٍ أو حِجْرٍ، وحَجْرُ الإِنسان وحِجْرُه بفتح الحاء وكسرها معروف، والمراد: عندكم، وليس ذلك بشرط؛ لأنهن يَحْرُمْنَ بالدخول على الأم وإن لم يكنَّ في حجور أزواج الأمهات.

{مِنْ نِسَائِكُمُ}: في حل النصب على الحال إما من {وَرَبَائِبُكُمُ} والعامل فيها {حُرِّمَتْ}، أو من المستكن في الظرف الذي هو {فِي حُجُورِكُمْ} والعامل فيها الظرف، {اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} صفة للنساء المجرورة بمن.


(١) تهذيب إصلاح المنطق/ ٦٣٨/، والمشوف المعلم ٢/ ٦٩٢. ومن إعراب قوله {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ} إلى هنا ساقط من (د) و (ط).
(٢) يقال: رَبَّ فلان ولده يَرُبُّه ربًا ورَبَبَةً وتربيةً بمعنى، أي: ربّاه.
(٣) أي بالأم، ومنه قولهم: الدخول بالأمهات يحرم البنات، والعقد على البنات يحرم الأمهات. وانظر في الربيبة أيضًا: معاني الزجاج ٢/ ٣٤، ومعاني النحاس ٢/ ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>