للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن السَّميفع (١).

وقرئ أيضًا في غير المشهور: (كُتُبُ الله عليكم) على الجمع والرفع (٢)، على: هذه فرائض الله عليكم.

وبضمها على البناء للمفعول (٣) عطفًا على {حُرِّمَتْ} (٤).

وقوله: {مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} (ما) في موضع نصب أو رفع على قدر القراءتين في (أَحَلَّ)، و (أُحِلَّ). و {وَرَاءَ} ظرف والعامل فيه الاستقرار، وهي بمعنى سوى. و (وراء) تأتي بمعنى غير وسوى، وقيل: بمعنى بعد.

وقوله: {أَنْ تَبْتَغُوا} موضع أن وما عملت فيه نصب إما على البدل من (ما) على قراءة من قرأ (وأَحَلَّ لكم) مبنيًّا للفاعل، أو على أنه مفعول من أجله بمعنى: بَيَّنَ لكم ما يَحِل لكم مما يحرم إرادةَ أن يكون ابتغاؤكم بأموالكم التي جعل الله لكم قيامًا لما تنتفعون به، لئلا تضيعوا أموالكم وتقعوا فيما لا يحل لكم.

وأما من قرأ: (وأُحِلَّ) مبنيًّا للمفعول فموضعه رفع على البدل من (ما)، أو نصب أيضًا على أنه مفعول له، وحُذِفَ مفعولُ (أن تبتغوا) لكونه معلومًا.

وقد جوز أن يكون {أَنْ تَبْتَغُوا} في موضع جر على إرادة الجار وهو الباء، أي: بأن تبتغوا (٥).


(١) تقدمت ترجمة ابن السميفع، وانظر قراءته هذه في المحتسب ١/ ١٨٥، والكشاف ١/ ٢٦٢، والمحرر الوجيز ٤/ ٧٨ وقد نسبها ابن عطية إلى أبي حيوة أيضًا.
(٢) هي قراءة ابن السميفع اليماني أيضًا. انظر الكشاف ١/ ٢٦٢، والبحر ٣/ ٢١٤ - ٢١٥، والدر المصون ٣/ ٦٤٩.
(٣) يعني (أُحِلَّ) وهي قراءة أبي جعفر، والكوفيين غير أبي بكر. وقرأ الباقون وأبو بكر: (أَحَل) بفتح الهمزة والحاء. انظر السبعة ٢٣٠ - ٢٣١، والحجة ٣/ ١٥٠ وفيه سقط. والمبسوط/ ١٧٨/، والتذكرة ٢/ ٣٠٥.
(٤) أول الآية السابقة.
(٥) أجازه أبو البقاء ١/ ٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>