فإن قلت: هل يصح أن تكون (ما) مصدرية؟ قلت: لا، لوجهين:
أحدهما: أن المعنى لا يساعدك عليه.
والثاني: أن الضمير في {بِهِ} راجع إلى (ما) والمصدر لا يَقْتَضي ذكرًا يرجع إليه على المذهبين.
وقوله:{فَرِيضَةً} يحتمل أن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعل محذوف، أي: فرض الله ذلك فريضة، وأن يكون حالًا إما من الأجور، أي: مفروضة، أو مقدرة، أو معلومة، وإما من الفعل في {فَآتُوهُنَّ}، أو من المفعول، وأن يكون واقعًا موقع إيتاء؛ لأن الإِيتاء مفروض، كأنه قيل: وآتوهن أجورهن إيتاءً، فاعرفه فإنه موضع.
قوله عز وجل:{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ}(من) شرطية في موضع رفع بالابتداء، وجواب الشرط:{فَمِنْ مَا مَلَكَتْ}، والخبر على ما ذَكرتُ قبيل، وهو فعل الشرط وجوابه، أو جوابه. و {طَوْلًا}: مفعول {لَمْ يَسْتَطِعْ}، وقيل: هو مفعول له، أي: لعدم طَوْلٍ، و {أَنْ يَنْكِحَ}: مفعول {لَمْ يَسْتَطِعْ}(١)، ففي الآية على هذا
(١) هكذا في (ب) و (د). وسقط الإعراب من (أ). وأظنه سبق قلم، فهو يريد: مفعول (طولًا)، وسوف يذكر هذا بعد قليل. وانظر التبيان ١/ ٣٤٨. وقال صاحب البيان ١/ ٢٥٠: (أن ينكح) في موضع نصب بطول انتصاب المفعول به، وكما ينتصب (طولًا) بيستطيع انتصاب المفعول به .. ولا يجوز أن يكون (ينكح) منصوبًا بـ (يستطيع) لإحالة المعنى.