للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينهم، فأسند الفعل إليها واستُغني به، إذ قد عُلِمَ أن العقد كان من الفريقين، والمفعول فيهما محذوف، أي: عاقَدَتْهُمْ أيمانُكُمْ، وعقدت عهودهم أيمانكم.

وقرئ أيضًا: (عقَّدت) بالتشديد (١)، على وجه التكثير، وهو في المعنى كالتخفيف.

والأيمان جمع يمين من اليَد، لأنهم كانوا يضربون صفقة البيعة بأيمانهم ويأخذ بعضهم بيد بعض على الوفاء، ثم يتحالفون على ما فسر (٢). ومعنى عاقدت أيمانكم: عاقدتهم أيديكم وماسَحْتُمُوهُمْ، وقد جُوِّز أن يكون جمع يمين وهي القَسَمُ (٣)

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (٣٤)}:

قول عز وجل {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ} مبتدأ وخبر، وعلى والباء متعلقان بـ {قَوَّامُونَ}، والذي جوز ذلك كونهما بمعنيين مختلفين.

و(ما): مصدرية، أي: الرجال يقومون عليهن آمرين ناهين، كما تقوم السادات على الموالي، والولاة على الرعايا، وإنما كانوا عليهن كذلك بسبب


(١) هي قراءة حمزة في رواية علي بن كبشة عنه، انظر المحرر الوجيز ٤/ ١٠٢، وجامع القرطبي ٥/ ١٦٧.
(٢) انظر الصحاح (يمن)، ومعالم التنزيل ١/ ٤٢١، ومفاتيح الغيب ١٠/ ٦٩.
(٣) لم يفرق المفسرون بين المعنيين، لأن اليمين هو القسم، مأخوذ من اليد اليمنى كما ذكر المؤلف في المعنى الأول. وقال أبو حيان ٣/ ٢٣٨: وإسناد المعاقدة أو العقد للأيمان سواء أريد بها القسم أم الجارحة مجاز، بل فاعل ذلك هو الشخص.

<<  <  ج: ص:  >  >>