للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترعى ذلك الحق ولا تنساه وتجعله ذريعة إلى الإِحسان. وقيل: المرأة (١).

و{وَابْنِ السَّبِيلِ}: قيل: هو المسافر الذي يجتاز بك مارًا. وقيل: هو الضيف. ومعناه: صاحب السبيل، وهو الطريق نُسِبَ إليه؛ لأنه إليه يأوي على ما فُسِّرَ ونُقل عن السلف (٢).

{وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} يعني المملوكين من العبيد والإِماء. وإنما أضاف جل ذكره المِلْكَ إلى اليمين، لاختصاصها بأنواعٍ من التصرف.

{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} (مختالًا) خبر كان، و {فَخُورًا} خبر بعد خبر. والمختال: ذو الخُيَلاءِ. والخُيَلاءُ والخِيَلاءُ والخَالُ: الكِبْر، تقول منه: اختال فهو ذو خُيلاء، وذو خالٍ، وذو مَخِيْلَةٍ، أي: ذو كِبْر، قال العجاج:

١٥٦ - * والخَالُ ثَوْبُ من ثِيابِ الجُهَّالْ * (٣)

وقد خال فلان فهو خائل، أي: مختال، وهو الذي يتكبر عن إكرام أقاربه وأصحابه ومماليكه. والاختيال والفخر مذمومان إلّا في حال الحرب فإنهما مباحان؛ لأنهما استخفاف بالعدو.


(١) جعلها الماوردي ١/ ٤٨٥ ثلاثة أقوال: أولها الرفيق في السفر. قال: وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد، وقتادة. والثاني: أنها زوجة الرجل التي تكون في جنبه، وهو قول ابن مسعود رضي الله عنه. والثالث: أنه الذي يلزمك ويصحبك رجاء نفعك، وهو قول ابن زيد. وانظر تفسير الطبري ٥/ ٨١ - ٨٢ فقد خرج هذه الأقوال جميعها.
(٢) انظر المصدرين السابقين، وفي الأول منهما تصحيف.
(٣) رجز وبعده:
* والدهر فيه غفلة للغفال *
وانظره في معجم العين ٤/ ٣٠٤، وجمهرة اللغة ٣/ ١٣١٩، والاشتقاق / ٣١٩/، وجامع البيان ٥/ ٨٤، والنكت والعيون ١/ ٤٨٦، والمخصص ٤/ ٦٤، وسمط اللآلي / ٩٢٠/، والصحاح (خيل).

<<  <  ج: ص:  >  >>