للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واشتقاقه من العدول؛ لأن جار الإنسان قد عَدَلَ إلى ناحيته في مسكنه. {وَالْجَارِ الْجُنُبِ}: الذي جواره بعيد.

وقيل: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} الذي بينك وبينه قرابة، فله حق القرابة والجوار. و {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} الأجنبي، وهو الذي يجاورك ولا قرابة بينه وبينك (١).

والجمهور على ضم الجيم والنون في {الْجُنُبِ} وهو وَصْفٌ كناقةٍ أُحُدٍ، وهي القوية المُوَثَقَة الخَلْقِ.

وقرئ: (والجار الجَنْب) بفتح الجيم وإسكان النون (٢)، وهو وصف أيضًا كرَجُلٍ زَوْرٍ وصَوْمٍ. والجَنْبُ: الناحية، وأنشد الأخفش:

١٥٥ - * الناس جَنْبٌ والأميرُ جَنْبُ* (٣)

وفي الكلام على هذا حذف مضاف، أي: والجار ذي الجَنْب، أي: ذي الناحية.

{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}: (بالجنب) في موضع نصب على الحال من (الصاحِبِ)، والباء على بابها، وهي متعلقة بمحذوف، واختلف فيه، فقيل: هو الذي صحبك بأن حصل بجنبك إما رفيقًا في سفر، وإما جارًا ملاصقًا، وإما شريكًا في تعلم علم أو حرفة، وإما قاعدًا إلى جنبك في مجلس أو مسجد أو غير ذلك من أدنى صحبة التأمت بينك وبينه، فعليك أن


(١) هذا قول ابن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد وغيرهما. انظر جامع البيان ٥/ ٧٨ - ٨٠، والنكت والعيون ١/ ٤٨٥. وذكروا من معاني (الجار ذي القربى): أنه جار ذي قرابتك، وأنه الجار ذو القربى منكم بالإسلام. وكذلك بالنسبة للجار ذي الجنب.
(٢) رواية المفضل عن عاصم كما في السبعة /٢٣٣/، والحجة ٣/ ١٥٧، والتذكرة ٢/ ٣٠٦.
(٣) رجز لم أجد من نسبه، وانظره في معاني الأخفش ١/ ٢٥٦، وإعراب النحاس ١/ ٤١٦، والحجة ٣/ ١٥٨، والصحاح (جنب)، والقرطبي الزمر (٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>