للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والضمير الذي هو الألف في {يُرِيدَا} للحكمين، وفي {يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} للزوجين. وقيل: الضميران للزوجين (١). والحكم: الحاكم، وهو المانع من الظلم.

{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (٣٦)}:

قوله عز وجل: {وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (شيئًا) يجوز أن يكون مفعولًا به، أي: شيئًا من الأشياء من صَنَم أو غيره، وأن يكون في موضع مصدر، أي شيئًا من الإشراك.

قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} أي: وأحسنوا بهما إحسانًا، فدل المصدر على فعله، كما يدل الفعل على مصدره، وشهرته تغني عن ذكره.

وقوله: {وَبِذِي الْقُرْبَى} إلى قوله: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} عطف على {وَبِالْوَالِدَيْنِ} أي: أحسنوا بهؤلاء كما تحسنوا بهما.

وقرئ: (والجار ذا القربى) بالنصب (٢) على الاختصاص تنبيهًا على عظم حقه لإدلائه بحقي الجوار والقربى، قمالى الزمخشري (٣).

وقوله: {وَبِذِي الْقُرْبَى} أي: وبكل مَن بينكم وبينه قربى من أخٍ أو عمٍّ أو غيرهما.

{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى}: هو الجار المجاور الذي قرب جواره، قيل:


(١) وقول آخر: أنهما للحكمين. وانظر الأقوال الثلاثة في إعراب النحاس ١/ ٤١٥.
(٢) نسبها ابن عطية ٤/ ١١١ إلى أبي حيوة، وابن أبي عبلة.
(٣) الكشاف ١/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>