للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسحاق (١). ونهاية صلة {الَّذِينَ}: {يَبْخَلُونَ}.

وقوله: {مِنْ فَضْلِهِ} في موضع نصب على الحال من العائد إلى (ما)، أي: آتاهموه كائنًا من فضله.

وقرئ: (بالبُخْل) بضم الباء وإسكان الخاء، وبفتحهما (٢)، وهما لغتان فاشيتان كالسُّقْم والسَّقَم، والرُّشْد والرَّشَد، وفيه لغتان أخريان وبهما قرأ بعض القراء وهما: ضم الباء والخاء، وفتح الباء مع إسكان الخاء (٣)، أي: يبخلون بذات أيديهم وبما في أيدي غيرهم، فيأمرونهم بأن يبخلوا به مَقْتًا للسخاء ممن وُجِدَ (٤).

{وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (٣٨)}:

قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ} محل {الَّذِينَ} يحتمل أن يكون جرًا عطفًا على الكافرين في قوله: {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ} عطف الصفة على الصفة، وأن يكون نصبًا أو رفعًا عطفًا على {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} فيكون حُكْمُهُ حُكْمَهُ، وقد ذكر.

و{رِئَاءَ}: مصدر رَاْءَى يُرائِي مُراءاة ورِئاءً، وهو هنا يحتمل أن يكون مفعولًا من أجله، أي: من أجل مراءاة الناس، والمصدر مضاف إلى المفعول، وأن يكون في موضع الحال من الضمير في {يُنْفِقُونَ}، أي: ينفقون ما خَوَّل الله لهم مرائين الناس.


(١) معاني أبي إسحاق الزجاج ٢/ ٥١.
(٢) القراءتان من المتواتر، قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (بالبَخَل) بفتح الباء والخاء. وقرأ الباقون: (بالبُخْل) بضم الباء وإسكان الخاء. انظر السبعة/ ٢٣٣/، والحجة ٣/ ١٦٠، المبسوط/ ١٧٩/.
(٣) القراءتان شاذتان، أما ضم الباء والخاء: فنسبت إلى الحسن، وعيسى بن عمر. وأما فتح الباء مع إسكان الخاء: فنسبت إلى قتادة، وابن الزبير. انظر البحر المحيط ٣/ ٢٤٦، والدر المصون ٣/ ٦٧٨.
(٤) كذا في الكشاف ١/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>