للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} حذفت النون من تكن لكثرة استعمال هذه الكلمة على ألسنة القوم، والمحذوف للعامل ضمة النون، وحذفت الواو لسكونها وسكون النون بعدها، ثم حذفت النون لكثرة الاستعمال مع سكونها، فإن تحركت لم تحذف كـ {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} (١) لِتَحَصُّنِها بالحركة في حال السعة والاختيار، وأما قوله:

١٥٧ - ..................... ... وَلاكِ اسْقِنِي إنْ كان ماؤُكَ ذا فَضْلِ (٢)

فلضرورة الشعر.

وقرئ: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً} بالنصب على أَنَّ كان ناقصة، أي: وإن تَكُ الذرةُ حسنةً، أو: وإن تك مثقالُ الذرةِ حسنةً، وإِنما أُنِّثَ ضمير المثقال وإن كان مذكرًا لكونه مضافًا إلى مؤنث، والمضاف إلى المؤنث قد يؤنث وإن كان مذكرًا بشهادة قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (٣) على أحد التأويلين، وقراءة من قرأ: (تَلْتَقِطْهُ بِعْضُ السَّيارَةِ) بالتاء النقط من فوقه (٤)، وقولهم: ذهبت بعض أصابعه.

وقرئ: (حَسَنَة) بالرفع (٥)، على أنها تامة، أي: وإنْ تحدثُ أو تقعُ حسنة. {يُضَاعِفْهَا}: يضاعف ثوابها.


(١) الآية (١٦٨) من هذه السورة.
(٢) ينسب إلى النجاشي الحارثي، وصدره:
فلست بآتيه ولا أستطيعه ... ........................
وهو من شواهد سيبويه ١/ ٢٧، وإيضاح الشعر/ ١٣٠/، والخصائص ١/ ٣١٠، والإنصاف ٢/ ٦٨٤. والشاهد فيه حذف النون من (ولكن) للضرورة الشعرية، وانظر شرحه ومناسبته والقطعة التي أخذ منها في خزانة البغدادي الشاهد (٨٧٥).
(٣) سورة الأنعام، الآية: ١٦٠.
(٤) الآية (١٠) من سورة يوسف، وهي قراءة شاذة نسبت إلى الحسن البصري، ومجاهد، وقتادة، وأبي رجاء. انظر المحرر الوجيز ٩/ ٢٥٥.
(٥) قرأها المدنيان، وابن كثير. وقرأ باقي العشرة بالنصب. انظر السبعة/ ٢٣٣/، والحجة ٣/ ١٦٠، والمبسوط/ ١٧٩/، والتذكرة ٢/ ٣٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>