للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جوز أن يكون حالًا، فتكون قد معه مرادة (١)، وأن يكون مستأنفًا فيكون الماضي بمعنى المستقبل، وله نظائر في التنزيل.

و{شَهِيدًا} منصوبٌ على الحال من الكاف في {بِكَ}، و {عَلَى} متعلق بقوله: {شَهِيدًا}.

{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (٤٢)}:

قوله عز وجل: {يَوْمَئِذٍ} يحتمل أن يكون (يوم) مبنيًّا مع (إذ)؛ لأن الظرف إذا أضيف إلى غير متمكن جاز بناؤه معه، وأن يكون مضافًا إلى إذ، والتنوين في إذ عوض من الجملة المحذوفة التي تضاف إليها إذ، والتقدير: يوم إذ يكون كذا، وحركت الذال بالكسر لسكونها وسكون التنوين بعدها.

و{يَوْمَئِذٍ} ظرف لـ {يَوَدُّ}، وجاز أن يعمل فيه {يَوَدُّ} لأن إذ ليست مضافة إليه، بدليل التنوين الذي فيها، وقد جوز أن يكون ظرفًا لقوله: {شَهِيدًا} فيكون {يَوَدُّ} صفة ليوم، والراجع من الصفة إلى الموصوف محذوف أي: فيه (٢).

وقوله: {وَعَصَوُا الرَّسُولَ} يحتمل أن يكون عطفًا على {كَفَرُوا} داخلًا في صلة {الَّذِينَ}، وأن تكون الواو للحال وقد معها مرادة، والجملة على هذا الوجه معترضة بين {يَوَدُّ} وبين معمولها وهو {لَوْ تُسَوَّى}.

وقرئ: (تُسَوَّى) على البناء للمفعول (٣)، وفيه وجهان:

أحدهما: يودون لو يدفنون فتسوى بهم الأرض.


(١) أجازه أبو البقاء ١/ ٣٥٩.
(٢) كذا في المصدر السابق أيضًا.
(٣) قرأها البصريان، وابن كثير، وعاصم كما سوف أخرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>