للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {حَتَّى تَعْلَمُوا} أي: إلى أن تعلموا، وهي متعلقة بقوله: {لَا تَقْرَبُوا}. {مَا تَقُولُونَ}: (ما) يحتمل أن يكون موصولًا وما بعده صلته وعائده محذوف، وأن يكون مع الفعل في تأويل المصدر فلم تحتج على هذا إلى عائد.

وقوله: {وَلَا جُنُبًا} حالٌ عطف على قوله: {وَأَنْتُمْ سُكَارَى} كأنه قيل: لا تقربوا الصلاة سكارى ولا جنبًا، أي: ولا مجنبين، وهم الذين أصابتهم جنابة، يقال: أَجْنَبَ يُجْنِبُ إجنابًا فهو مُجنبٌ، وجَنُبَ يجْنُبُ بالضم فيهما جنابةً فهو جُنُبٌ.

والجُنُبُ يستوي فيه الواحد والتثنية والجمع، والمذكر والمؤنث في اللغة الفصحى؛ لأنه اسم جرى مجرى المصدر الذي هو الإِجناب، تقول منه: أجنب الرجل إجنابًا، وقيل: إنه (١) من أبنية المبالغة، واشتقاقه من المجانبة وهي المباعدة، عن الرماني؛ لأنه مُجانِبٌ للطهارةِ.

وقوله: {إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ} نصب على الحال أيضًا، أي: إلّا مارِّين في الطريق.

الزمخشري: استثناء من عامة أحوال المخاطبين، وانتصابه على الحال، كأنه قيل: لا تقربوا الصلاة في حال الجنابة إلّا ومعكم حال أخرى تُعْذَرونَ فيها وهي حال السفر، وعبورُ السبيلِ عبارةٌ عنه، قال: ويجوز ألّا يكون حالًا ولكن صفة لقوله: {جُنُبًا}، أي: ولا تقربوا الصلاة جنبًا غير عابري سبيل، أي جنبًا مقيمين غير معذورين، قال: ومن فَسَّرَ الصلاةَ بالمسجد، معناه: ولا تقربوا المسجد جنبًا إلّا مجتازين فيه إذا كان الطريق فيه إلى الماء، أو كان الماء فيه، أو احتلمتم فيه. انتهى كلامه (٢).


(١) في (ب) و (ط): لأنه.
(٢) الكشاف ١/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>