للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {أَنْ تَضِلُّوا} أن وما عملت فيه في موضع نصب بقوله: {وَيُرِيدُونَ}. و {السَّبِيلَ} نصب بقوله: {أَنْ تَضِلُّوا} وهو مفعول به وليس بظرف، وإنما هو كقولك: أصابَ الطريقَ وأخطأَ الطريقَ، أي: ويريدون - يعني أحبار اليهود - أن تَضلوا أنتم أيها المؤمنون سبيلَ الحقِّ كما ضَلّوهُ. وقد جوز أن يكون {يَشْتَرُونَ}، و {يُرِيدُونَ} حالين من الموصول وهو {الَّذِينَ} في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ} (١).

{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (٤٥)}:

قوله عز وجل: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا} {وَلِيًّا} و {نَصِيرًا} منصوبان على الحال من اسم الله جل ذكره، وقيل: على البيان (٢).

والمعنى: لا تبالوا بهم فإن الله ينصركم عليهم ويكفيكم مكرهم. والكفاية: بلوغ النهاية في مقدار الحاجة، والله أعلم.

{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (٤٦)}:

قوله عز وجل: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} فيه أقوال:

أحدها: أنه بيان لـ {الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} (٣)، لأنهم يهود ونصارى، أي: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب من الذين هادوا. وما بينهما اعتراض.


(١) اقتصر مكي ١/ ١٩١ عليه، ولم يذكر ابن الأنباري ١/ ٢٥٥ إلا الأول. وجوز العكبري ١/ ٣٦٣ الاثنين.
(٢) البيان ومثلها التفسير يعني: التمييز. وقال مكي ١/ ١٩٣ - ١٩٤: إلا أن التمييز يستعمل في الأعداد. وانظر هذين الإعرابين عند النحاس ١/ ٤٢٢، ومكي ١/ ١٩١، وغيرهما.
(٣) من الآية (٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>