للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ} (١)، و {يُحَرِّفُونَ} على هذا الوجه أيضًا حال من الضمير في {هَادُوا}.

والخامس: أنه حال من الضمير في {يُرِيدُونَ}، أو من {أَعْدَائِكُمْ} (٢)، وما بينهما اعتراض، أي: والله أعلم بأعدائكم كائنين من الذين، و {يُحَرِّفُونَ} على هذا أيضًا حال من الضمير المذكور. و {عَنْ} متعلق بقوله: {يُحَرِّفُونَ}.

ومعنى {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}: يميلونه عنها ويزيلونه؛ لأنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه كَلِمًا غيرَهُ فقد أمالوه عن مواضعه التي وضعه الله فيها وأزالوه عنها، وذلك نحو تحريفهم الرجم بوضعهم الحد بدله على ما فسر (٣).

والكَلِمُ جمع كَلِمَةٍ كلَبِنَةٍ ولَبِنٍ. وقرئ: (الكِلْمَ) بكسر الكاف وإسكان اللام (٤)، على أنها جمع كِلْمةٍ تخفيفَ كَلِمَة.

فإن قلت: ما محل {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} على الأوجه المذكورة من الإِعراب؟ قلت: محله على الوجه الأول والرابع والخامس: النصب، وعلى الوجه الثاني: الجر، وعلى الثالث: الرفع، وذِكْرُ الأوجهِ يغني عن هذا السؤال.

وقوله: {وَيَقُولُونَ} عطف على {يُحَرِّفُونَ}، وحكمه في الإِعراب حكمه. {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}: كلاهما معمول القول.

وقوله: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} انتصاب قوله: {غَيْرَ} على الحال من


(١) سورة غافر، الآية: ٢٩.
(٢) الكلمتان من الآية (٤٤) قبلها.
(٣) انظر الكشاف ١/ ٢٧١ ففيه شواهد أخرى على تحريفهم.
(٤) كذا ذكرها الزمخشري ١/ ٢٧١، وأبو حيان ٣/ ٢٦٣ دون نسبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>