للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أهل اللغة: الجبت: كلمة تقع على الصّنم والكاهن والساحر ونحو ذلك (١).

وقوله: {هَؤُلَاءِ} مبتدأ خبره {أَهْدَى} وما اتصل به.

و{سَبِيلًا}: منصوب على التمييز، كقولك: هو أنظف منك ثوبًا، وأحسن منك خُلُقًا، والمراد بالسبيل هنا الدِّين، والتقدير: هؤلاء أهدى سبيلًا من الذين آمنوا، والجملة في موضع نصب بقوله: {وَيَقُولُونَ}، و {لِلَّذِينَ كَفَرُوا} متعلق به أيضًا، أي: يقولون في حق الكفار: كيت وكيت.

{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (٥٣)}:

قوله عز وجل: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ} (أم) منقطعة، أي: بل أَلَهُمْ؟ ومعنى الهمزة لإنكار أن يكون لهم نصيب من الملك، أي: ليس لهم ذلك، ثم قال تعالى: {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ}، والتقدير: لو كان لهم نصيب من الملك فإذًا لأ يؤتون أحدًا مقدار نَقِيرٍ، لِفَرْطِ بُخْلهم.

و(إذن) هنا ملغاة لدخول العاطف عليها وهو الفاء، لا لأجل لا؛ لأن (لا) يتخطاها العامل، وإعمالها جائز مع العاطف، وبه قرأ ابن مسعود - رضي الله عنه - هنا: (فإذن لا يؤتوا الناس) (٢).

وتكتب بالنون على الأصل؛ لأنها بمنزلة نون (أن) و (عَن)، وليس في الحروف تنوين، وبالألف على أنها بَدلٌ من النون، لأن (إذن) تضارع نون التوكيد الخفيفة، ونون الصرف في حال النصب من جهة أن (إذن) حرفٌ والنون فيها بعضُ حرفٍ، كما أن نون التوكيد والتنوين كل واحد منهما حرف، فأبدلت الألف منها كما أبدلت منهما، والذي جوز ذلك في (إذن)


(١) كذا في الصحاح (جبت).
(٢) انظر قراءته رضي الله عنه أيضًا في معاني الفراء ١/ ٢٧٣، والكشاف ١/ ٢٧٤، والمحرر الوجيز ٤/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>