للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (٥٠)}:

قوله عز وجل: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} الجملة في موضع نصب بقوله: {انْظُرْ}، و {كَيْفَ} نصب بقوله: {يَفْتَرُونَ}، و {عَلَى} متعلقة به أيضًا، ولك أن تجعلها حالًا من الكذب؛ لأن العامل متصرف، فتكون متعلقة بمحذوف، ولا يجوز أن تكون من صلة الكذب؛ لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه، وقد ذكر نظيره في غير موضع (١).

وقوله: {وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا} (إثمًا) منصوب على التمييز، والضمير في {بِهِ} لِزَعْمِهِم أو لافترائهم، أي: انظر إلى حال هؤلاء كيف يفترون على الله الكذب في زَعمهم أنهم عند الله أزكياء، وكفى بزعمهم هذا، أو بافترائهم إثمًا مبينًا من بين سائر آثامهم.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (٥١) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (٥٢)}:

قوله عز وجل: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} (يؤمنون) في محل النصب على الحال من الضمير في {أُوتُوا}، أو من الموصول. و {يَقُولُونَ} عطف على {يُؤْمِنُونَ}، وحكمه حكمه.

والجِبْتُ: الأصنام، وكل ما عُبد من دون الله، والطاغوت: الشيطان، وقيل: بالعكس (٢).


(١) انظر على سبيل المثال إعراب الآية (١٨٠) من البقرة.
(٢) قال الإمام الطبري ٥/ ١٣٣ بعد أن حكى أقوال المفسرين واختلافهم فيهما: الجبت والطاغوت اسمان لكل معظم بعبادة من دون الله أو طاعة أو خضوع له كائنًا ما كان ذلك المعظم من حجر أو إنسان أو شيطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>