للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمذكورين، وأن يكون في موضع نصب بإضمار فعل.

قوله تعالى: {مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} {أَهْلُهَا} رفع بـ {الظَّالِمِ} وهو اسم فاعل عمل عمل الفعل، وانجر لأنه صفة جَرَتْ على {الْقَرْيَةِ} وإن كانت في المعنى للأهل، ولذلك ذُكِّر، والألف واللام فيه بمعنى التي، كأنه قيل: أخرجنا من هذه القرية التي ظلم أهلها، ولو قلت في الكلام: مررت بالقرية الصالح أهلها وأردت أن تؤنث الصفة فتقول: مررت بالقرية الصالحة أهلها، أو تجمعها فتقول: مررت بالقرية الصالحين أهلها لكان جائزًا، أما تأنيثها: فلا، لتأنيث الموصوف، ولكن لأمر آخر وهو أن الأهل يذكر ويؤنث. وأما جمعها: فعلى لغة من يقول: أكلوني البراغيث. و:

١٦١ - ...................... ... يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارُبهْ (١)

{وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (٢) على أحد الأوجه.

فكما يجوز أن تقول: التي صلَحُوا أهلُها، كذلك يجوز أن تقول: الصالحين أهلها، لكونها تجري مجراه في العمل على الشرط المعروف عند أرباب هذه الصناعة، فاعرفه فإنه موضع.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ


(١) من شعر الفرزدق، وتمام البيت:
ولكنْ دِيافِيٌّ أبوه وأمه ... بحورانَ يعصرن السليط أقاربه
وانظره في كتاب سيبويه ٢/ ٤٠، والخصائص ٢/ ١٩٤، والإفصاح/ ٣٥٤/، ومعجم البلدان (دياف)، واللسان (سلط)، والشاعر يهجو أحدهم بأنه من دياف - قرية بالشام - يعمل أهلها بعصر السليط وهو الزيت، يريد بأنه يعيش من العمل والصناعة، لا كما يعيش العرب من الانتجاع والحرب.
(٢) سورة الأنبياء، الآية: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>