للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقصر والإقصار والتقصير لغات بمعنًى، وقد قرئ بهن (١)، فتَقْصُرُوا من قَصُرَ، وتُقْصرُوا من أقصر، وتُقَصِّرُوا من قَصَّرَ.

وقوله: {مِنَ الصَّلَاةِ} في موضع نصب على أنَّه صفة لموصوف محذوف تقديره: أن تقصروا شيئًا من الصلاة. هذا مذهب صاحب الكتاب رحمه الله (٢). ولك أن تجعل (من) مزيدة على قول من جوز ذلك (٣)، أي: أن تقصروا الصلاة.

وقوله: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ} أي: خفتم فتنتهم. قال الفراء: أهل الحجاز يقولون: فَتَنْتُهُ، وتميم وربيعة وقيس وأسد يقولون: أَفْتَنْتُهُ (٤). وَفَرَّقَ الخليل وصاحب الكتاب بينهما فقالا: يقال: فتنته، إذا جعلت فيه فتنة ككحلتُهُ، وأفتنتُه، إذا جعلته مُفْتَتِنًا (٥).

وعن الأصمعي: لا أعرف أفتنتُهُ (٦).

قوله تعالى: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} كان للدوام، وقيل: كانوا في علم الله أعداء لكم، و {لَكُمْ} متعلق بعدو، وهو بمعنى أعداء. وقيل: عدو مصدر على فعول كالولوع، فلذلك لَمْ تجمع، و {لَكُمْ} على هذا الوجه حال على تقدير تقديمه على الموصوف وهو {عَدُوًّا}، وفي الكلام حذف المضاف، أي: ذَوِي عَدُوٍّ (٧).


(١) قراءة الجمهور: (تَقْصُروا) بفتح التاء وضم الصاد. وروى الضبي عن أصحابه وحكاها في الشواذ / ٢٨/ عن ابن عباس رضي الله عنهما: (تُقْصِروا) بضم التاء وكسر الصاد. وقرأ الزهري: (تُقَصِّروا) بضم التاء وفتح القاف وكسر الصاد المشددة. انظر المحرر الوجيز ٤/ ٢٣٦، والبحر ٣/ ٣٣٩.
(٢) كذا ذكره عنه أيضًا صاحب التبيان ١/ ٣٨٦.
(٣) تقدم مذهب الأخفش في جواز زيادة (مِن) في القرآن، وحكاه عنه هنا أيضًا العكبري.
(٤) انظر قول الفراء في إعراب النحاس ١/ ٤٤٩.
(٥) الكتاب ٤/ ٥٦، وحكاه عنه النحاس في الموضع السابق.
(٦) ذكره عنه النحاس أيضًا.
(٧) انظر مشكل مكي ١/ ٢٠٤، والتبيان ١/ ٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>