للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على {يَعْمَلْ} والمعنى: ومن يظلم غيره، أو يظلم نفسه.

{يَجِدِ اللَّهَ}: جواب الشرط، والتقدير غفورًا رحيمًا له، ثم حذف (له) للعلم به.

{وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (١١٢)}:

قوله عز وجل: {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ} الضمير في {بِهِ} للإِثم، وقيل: للخطيئة (١)، وذكّر حملًا على المعنى لأنها إثم، وإنما وُحِّدَ الضمير؛ لأن {أَوْ} لأحد الشيئين، كأنه قيل: ثم يرم بأحدهما (٢).

{فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا}: لأنه بكسب الإِثم آثم، وبِرَمْيِ البريء باهت، فهو جامع بين الأمرين، [والبُهْتانُ: الكذب الذي يبهت المواجه به لعظمة بهته، فهو باهت وبهات، والمخاطب مبهوت، أي حمل كذبًا عظيمًا].

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (١١٣)}:

قوله عز وجل: {وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ} (من) مزيدة، وإنما جيء بها لنفي استغراق الضرر، كأنه قيل: وما يضرونك ضررًا، ثم أوقع شيء موقعه، فهو في موضع نصب لوقوعه موقع المصدر.


(١) كذا ذكر القولين القرطبي ٥/ ٣٨١ أيضًا. وقال الطبري قبلهما: ٥/ ٢٧٤: الهاء عائدة على الإثم، ولو جعلت كناية عن ذكر الإثم والخطيئة كان جائزًا. وانظر تفصيلًا وتعليلًا في معاني الفراء ١/ ٢٨٦ - ٢٨٧.
(٢) انظر البيان ١/ ٢٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>