للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موضع رفع بالابتداء والخبر {أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ}، وأن يكون في موضع نصب بإضمار فعل، أي: ويثيب الذين آمنوا.

و{أَحَدٍ}: عامٌّ في الواحد والاثنين والجماعة، الذكرُ والأنثى في ذلك سواءٌ، ولذلك جاز دخول {بَيْنَ} عليه، و (بين) تقتضى شيئين فصاعدًا.

{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (١٥٣)}:

قوله عز وجل: {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ} الفاء جواب لشرط محذوف دل عليه معنى الكلام، أي: إن استعظمت ما سألوه منك، فقد سألوا موسى أكبر من ذلك، أي: سؤالًا أكبر من ذلك، والإِشارة في {ذَلِكَ} إلى السؤال.

{فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً}: (جهرةً) مصدر في موضع الحال من الضمير في {قَالُوا}، أي: قالوا ذلك مجاهرين، والتقدير: قالوا مجاهرين: أرنا الله، أو صِفَةٌ لمصدر محذوف، أي؛ رؤيةً جهرةً، بمعنى أَرِناه نَرَه رؤيةً جهرةً، كقوله: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}، وقد مضى الكلام على هذا في البقرة بأشبع من هذا (١).

{وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (١٥٤)}:

قوله عز وجل: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ} (فوقهم) ظرف لرفعنا، أو حال من الطور. {بِمِيثَاقِهِمْ}: الباء متعلقة برفعنا، أي: رفعناه بسبب ميثاقهم ليخافوا فلا ينقضوا.


(١) انظر إعراب الآية (٥٥) من البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>