للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الكتاب أن عطف الظاهر على المضمر المجرور لا يجوز عند أهل البصرة إلّا بإعادة الجار (١).

وقيل: هو عَطْفٌ على الهاء والميم في {مِنْهُمْ} في قوله: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ}، أي: منهم ومن المقيمينِ الصلاة.

وقيل: هو عطف على الكاف في قوله: {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} أي: من قبلك ومن قبل المقيمين.

وهذان الوجهان أيضًا فيهما من الضعف ما ذكرت آنفًا في الوجه الذي قبلهما (٢). وقيل: هو عطف على (قبل) في قوله: {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ}، أي: من قبلك ومن قبل المقيمين، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه (٣).

وقيل: هو على إضمارٍ، أي: وبصلاة المقيمين [والمعنى: يؤمنون بالله وبالصلاة، أي: وبوجوبها] (٤).

والمختار الوجه الأول، لما للقوم في النصب على الاختصاص والمدح من الانحراف والميل، ولسلامته من الطعن والرد، ولكونه قول صاحب الكتاب، والقول ما قالت حَذام.

فإن قلت: هل يجوز أن تجعل خبر المبتدأ الذي هو {الرَّاسِخُونَ} {أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ}؟ . قلت: نعم إن جعلت {وَالْمُقِيمِينَ} مجرورًا بالعطف على ما ذكر، وإن جعلته منصوبًا ونصبته على المدح فلا؛ لأن المدح لا يكون إلّا بعد تمام الكلام (٥).


(١) انظر إعراب الآية (٢١٧) من البقرة. وانظر هذا القول في جامع البيان، وإعراب النحاس.
(٢) انظر هذين القولين في المصدرين السابقين أيضًا.
(٣) إعراب النحاس ١/ ٤٧١، ومشكل مكي ١/ ٢١٢.
(٤) لم أجد هذا القول، لكن في التبيان ١/ ٤٠٨: وقيل: التقدير (وبدين المقيمين). وما بين المعكوفتين ساقط من (د) و (ط).
(٥) كذا أيضًا قال الطبري ٦/ ٢٧، ومكي ١/ ٢١٢. وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>