للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* وقد اغتُفِرَت في الصَّحابة، كقول الصَّحابي: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-»، فحُكْمها الاتِّصال إذا كان ممَّن تُيُقِّن سماعُه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن كان لم يكن له إلَّا مُجرَّدُ رؤية، فقوله: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» محمولٌ على الإرسال (١)، كمحمود بن الرَّبِيع (٢)، وأبي أُمامة بن سَهْل، وأبي الطُّفَيل (٣)، ومروان (٤).

* وكذلك «قال» من التَّابعيِّ المعروف بلقاء ذلك الصَّحابي، كقول عروة: «قالت عائشة»، وكقول ابن سيرين: «قال أبو هريرة» - رضي الله عنهما -؛ فحكمه الاتصال.

[مراتب صيغ الأداء]:

* وأرفع من لفظةِ «قال»: لفظةُ «عن»، وأرفع من «عن»:


(١) لكن لا يُقال إنَّه مقبولٌ كمراسيل الصَّحابة؛ لأنَّ رواية الصَّحابة إمَّا أن تكون عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أو عن صحابيٍّ آخر، والكلُّ مقبول، واحتمال كون الصَّحابيِّ الذي أدرك وسمع يروي عن التَّابعين بعيدٌ جدًّا، بخلاف مراسيل هؤلاء، فإنَّها عن التَّابعين بكثرة، فقوي احتمال أن يكون السَّاقط غيرَ صحابيٍّ، وجاء احتمال كونه غيرَ ثقة، قاله في «فتح المغيث» (٢/ ٢٧٣).
(٢) «كمحمود» زيادة من م و ب.
(٣) واسمه: عامرِ بن واثلة، وهو آخر من ضُبِطت وفاته ممَّن رأى النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-.
(٤) يعني ابنَ الحَكَم القرشيَّ الأُمَويَّ، ولم يصحَّ له سماعٌ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكن له رؤيةٌ إن شاء الله، قاله المصنِّف في «تاريخه» (٢/ ٧٠٦).

<<  <   >  >>