للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وثانيهما: من خرَّجا له متابعةً وشهادةً واعتبارًا.

فمن احتجَّا به أو أحدهما، ولم يُوثَّق ولا غُمِز؛ فهو ثقةٌ، حديثه قويٌّ.

ومن احتجَّا به أو أحدُهما (١)، وتُكُلِّم فيه:

- فتارةً يكون الكلامُ فيه تعنُّتًا، والجمهورُ على توثيقه؛ فهذا حديثُهُ قويٌّ أيضًا (٢).

- وتارةً يكون الكلامُ في تليينه وحفظه له اعتبارٌ؛ فهذا حديثُه لا يَنحطُّ عن مرتبة الحَسَن التي قد نُسمِّيها: من أدنى درجات الصَّحيح (٣)، فما في الكتابين - بحمد الله - رجلٌ احتَجَّ به البخاريُّ ولا مسلمٌ في الأصول ورواياتُه ضعيفةٌ، بل حَسَنةٌ أو صحيحةٌ.

ومن خَرَّجَ له البخاريُّ أو مسلمٌ في الشَّواهد والمتابعات؛ ففيهم مَن في حفظه شيءٌ، وفي توثيقه تردُّدٌ (٤). •


(١) «ولم يُوثَّق … » إلى هنا زيادةٌ من م و «الحاوي».
(٢) «أيضًا» زيادة من م و «الحاوي».
(٣) مثل: (مطرٍ الورَّاق)، لا ينحطُّ حديثه عن رتبة الحسن، وقد احتجَّ به مسلم. و (أبي بكرٍ النَّهْشَليِّ)، صدوقٌ، احتجَّ به مسلمٌ وغيره. قاله المصنِّف في «السِّير» (٥/ ٤٥٣ و ٧/ ٣٣٣).
(٤) ولا ينحطُّ إلى درجة الاطِّراح، ففي ترجمة ابن أبي المخارق من «الميزان» (٢/ ٥٦٤): «أخرج له البخاريُّ تعليقًا، ومسلمٌ متابعة، وهذا يدلُّ على أنَّه ليس بمطَّرحٍ».

<<  <   >  >>