للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب - ويأتي صفةً للشيء الجيد المستحسن، يقال: درهم نقد؛ إذا كان جيداً (١).

ج - ويأتي النقد صفةً لما يعاب ويستكره: فالنقد من الناس سفلتهم، و"نَقَد" بالتحريك يطلق على غنم صغار الأرجل قباح الوجوه.

ويسمى التكسر في الضرس، وتآكل الحافر وتقشره، وعيب الناس وذمهم نقداً (٢)، وفي الأثر: » إن نقدت الناس نقدوك «(٣) أي: إن عبتهم واغتبتهم قابلوك بمثله (٤).

والنقد في الاصطلاح يشمل المعاني الثلاثة، فهو عملية مشتركة تبدأ بالنظر والتمييز، وتنتهي ببيان الجيد من الرديء، والصحيح من الفاسد، وهو مستعمل في أكثر العلوم بهذا المعنى (٥).

وحديثنا عن النقد يتناوله بمعانيه الثلاثة، أما المعنى الأول فيرد في الكلام عما تمتع به الصحابة والتابعون - رضي الله عنهم - من النظر الصائب، والتمييز الدقيق في مجالات التفسير المختلفة، وأما المعنى الثاني فيرد في ذكر جهودهم في دفع الخطأ في فهم


(١) معجم مقاييس اللغة (ص ١٠٠٦) مادة "نقد".
(٢) انظر: تهذيب اللغة للأزهري (٩/ ٣٧)، والصحاح (٢/ ٥٤٤) مادة "نقد".
(٣) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (٧/ ١٩٩)، ورجح أنه من كلام أبي الدرداء - رضي الله عنه -.
(٤) تهذيب اللغة (٩/ ٣٧)، والنهاية في غريب الحديث (٥/ ١٠٤) مادة "نقد".
(٥) انظر: التمييز للإمام مسلم، مقدمة المحقق (ص ٨)، ونقد الشعر لقدامة بن جعفر (ص ١٥).

<<  <   >  >>