للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصرف القارئ عما كان عليه بعض تابعي الكوفة من التوقي والحذر في نقل التفسير؛ خوفاً من الوقوع في الرواية عن بني إسرائيل، وكيف أن بعضهم كان على وعي تام، وفطنة كبيرة في الرواية عن الآخرين، والانتقاء من أحاديث العالم ومروياته.

ثانياً: عكرمة مولى ابن عباس.

انتقد تفسيره للقرآن سعيد بن المسيب، فعن عمرو بن مرة قال: «سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن، فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل عنه من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شيء؛ يعني عكرمة» (١).

[ولانتقاد ابن المسيب احتمالان]

الاحتمال الأول: أن سعيداً قال ذلك لمّا رأى توسع عكرمة في تفسير القرآن وجرأته على القول فيه، فإن عكرمة عرف بالإكثار من التفسير، وكان يقول: «لقد فسرت ما بين اللوحين» (٢).

وأما سعيد فعرف عنه الورع الشديد عن القول في القرآن، فكان لا يتكلم


(١) فضائل القرآن لأبي عبيد (٢/ ٢١٣)، ومصنف ابن أبي شيبة (١٠/ ٥١١)، وجامع البيان (١/ ٨١)، والضعفاء الكبير للعقيلي (٣/ ٣٧٤).
(٢) حلية الأولياء (٣/ ٣٢٧).

<<  <   >  >>