للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا في المعلوم من القرآن (١)، وإذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: «إنا لا نقول في القرآن شيئاً» (٢)، ومن كانت هذه حاله إذا رأى غيره يقدم على التفسير يستنكر ذلك ولا بد.

ويؤيد هذا الاحتمال ما جاء في بعض الروايات عن عمرو بن مرة قال: «سألت سعيد بن المسيب عن تفسير آية من كتاب الله، فقال: ما أنا بجريء عليه، ولكن دونك من يزعم أنه لا يخفى عليه منه حرف؛ يُعَرِّض بعكرمة» (٣).

الاحتمال الثاني: أن ابن المسيب يشكك في مصداقية عكرمة كما يشعر به قوله: «سل من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شيء»، وقد ورد عنه صراحة تكذيب عكرمة، فكان يقول لغلامه برد (٤): «لا تكذب علي، كما يكذب عكرمة على ابن عباس» (٥).


(١) جامع البيان (١/ ٨٠).
(٢) الجامع لابن وهب (٢/ ٦٣)، وفضائل القرآن لأبي عبيد (٢/ ٢١٢)، وجامع البيان (١/ ٧٩)، وانظر التفسير والمفسرون (١/ ١٠٧).
(٣) الضعفاء الكبير للعقيلي (٣/ ٣٧٤).
(٤) له ترجمة مختصرة في التاريخ الكبير (١/ ٢/١٣٤)، والثقات لابن حبان (٦/ ١١٤)، ولسان الميزان (٢/ ١٠).
(٥) العلل لأحمد (٢/ ٧١)، والمعرفة والتاريخ (٢/ ٥)، وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٥٦)، وجاء عن ابن عمر أنه قاله لنافع، ولم يصححه الذهبي في ميزان الاعتدال (٤/ ١٧)، ولا ابن حجر في هدي الساري (ص ٤٢٧)، وفي العلل لأحمد (٢/ ٧٠ - ٧١) عن إسحاق بن الطباع قال: «سألت مالك بن أنس قلت: أبلغك أن ابن عمر قال لنافع: لا تكذبن علي كما كذب عكرمة على ابن عباس؟ ، قال: لا، ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد مولاه».

<<  <   >  >>