للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القيامة» (١).

وقد يختلف الطالب مع شيخه إن رأى الصواب في خلاف قوله، فعن مجاهد قال: «قال ابن عباس: إذا أصاب الرجل الحد: قتل أو سرق، فدخل الحرم لم يبايع ولم يؤو، حتى يتبرم فيخرج من الحرم، فيقام عليه الحد، قال: فقلت لابن عباس: ولكني لا أرى ذلك، أرى أن يؤخذ برمته ثم يخرج من الحرم، فيقام عليه الحد، فإن الحرم لا يزيده إلا شدة» (٢).

وفي جانب آخر يصل الاحترام المتبادل بين السلف، وتقديرهم لمن هو أكثر علماً إلى أن يترك أحدهم مخالفة من هو أعلم منه، فعن عمر - رضي الله عنه - قال: «إني لأستحي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه»، قال ذلك في تفسير الكلالة (٣).

ثانياً: الرجوع إلى العلماء عند الاختلاف.

وهذا أدب من آداب الاختلاف التي أدبهم بها القرآن الكريم، حين يكون هدف الجميع الوصول إلى الحق، ومعرفة الصواب، ورفع الخلاف، قال الله تعالى:


(١) جامع البيان (٢١/ ٢٧).
(٢) جامع البيان (٥/ ٦٠٣).
(٣) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١٠/ ٣٠٤)، وسعيد بن منصور في سننه (٣/ ١١٨٥)، والدارمي في سننه (٢/ ٨٢٢ - ٨٢٣)، والطبري في جامع البيان (٦/ ٤٧٥) واللفظ له، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٢٢٣).

<<  <   >  >>