للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتقدم أن من منهج الخوارج تنزيل الآيات الواردة في الكفار على المؤمنين، وقول ابن عمر: «انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين»، وذكرنا بعض الشواهد هناك.

[القضية الثانية: قتال أهل القبلة]

والمراد به عند الخوارج وجوب قتال المخالفين لهم، والخروج على أئمة المسلمين بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكفر مخالفيهم.

وقد نَزَّلَ الخوارج الآيات الواردة في قتال الكفار الأصليين على أهل الإسلام، مثل قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} (١)، فاستدلوا بها وأشباهها على استباحة دماء المسلمين، ومن الشواهد على ذلك:

١ - جاء رجل إلى ابن عمر - رضي الله عنهما - فقال: «يا أبا عبد الرحمن؛ ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (٢)، إلى آخر الآية، فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه؟ ! فقال: يا بن أخي أغتر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إليّ من أن أغتر بهذه الآية التي يقول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} (٣) إلى آخرها، فقال الرجل: فإن الله يقول: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}، قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ كان الإسلام قليلاً، فكان الرجل يفتن في


(١) سورة البقرة من الآية (١٩٣).
(٢) سورة الحجرات من الآية (٩).
(٣) سورة النساء من الآية (٩٣).

<<  <   >  >>