للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (١)، وقال مرة: إنها قوله تعالى: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (٢).

وسيأتي انتقاد الصحابة والتابعين تأويلات لمخالفتها سياق الآيات.

ثانياً: الاستعانة بالسنة في فهم القرآن.

من المهام التي كلف بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بيان الوحي الذي أنزل عليه وتفسيره {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٣)، وليس أحد أتم إيضاحاً ولا أكمل بياناً من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسنته من أحسن ما يفسر به القرآن، لأن ما يأتي به وحي من الله تعالى، وقد أدرك الصحابة والتابعون هذه الحقيقة، فاعتنوا بالسنة النبوية في بيان القرآن، وأكدوا على أهميتها، وعدوها من أهم المصادر التفسيرية، ومن أقوالهم في ذلك:

١ - أتى رجل عمران بن حصين - رضي الله عنه - (٤)،

فسأله عن شيء، فحدثه، فقال


(١) سورة الأنعام من الآية (٨٢).
(٢) سورة الأنعام من الآية (٨١)، والأثران عنه في جامع البيان (٩/ ٣٧٩)، وللمزيد من الأمثلة انظر: جامع البيان (٥/ ٢٩٧، ٢١/ ٣٩٧، ٤٣٢)، وفتح الباري لابن حجر (١٣/ ١١١).
(٣) سورة النحل من الآية (٤٤).
(٤) هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي، يكنى أبا نجيد، من فقهاء الصحابة، أسلم عام خيبر، وحمل راية خزاعة يوم فتح مكة، ثم تحول إلى البصرة إلى أن مات بها عام (٥٢ أو ٥٣).

انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ٤)، والإصابة (٧/ ١٥٥).

<<  <   >  >>