للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول ابن مسعود في عمر: «ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر» (١)، ويقول: «لو وضع علم أحياء العرب في كفة، ووضع علم عمر في كفة لرجح بهم علم عمر» (٢).

وتقدم اختلاف ابن عباس مع زيد بن ثابت، وقول ابن عباس: ليتق الله زيد، ومع ذلك يلتقيان ويرى ابن عباس زيد بن ثابت يركب دابته، فيأخذ بركابه ويقود به، فيقول زيد: تنحَّ يا بن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا، فيقول زيد بن ثابت: أرني يدك، فيخرج ابن عباس يده، فيقبلها زيد، ويقول: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا (٣).

ولنظرتهم إلى الخلاف بهذه الصورة كانت لديهم أريحية كبيرة للاختلاف وقبول الرأي الآخر، ولا يرى أحدهم مانعاً من مخالفة غيره صراحة، فعن ابن عباس قال: «قال ابن مسعود: البطشة الكبرى يوم بدر، وأنا أقول: هي يوم


(١) صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب (٤/ ١٩٩).
(٢) مصنف ابن أبي شيبة (١٢/ ٣٢)، والناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس (٢/ ٤١٩)، والمعجم الكبير للطبراني (٩/ ١٦٢ - ١٦٣)، والمستدرك (٣/ ٨٦).
(٣) تاريخ دمشق (١٩/ ٣٢٦)، وأخرج القصة مختصرة ابن سعد في الطبقات الكبرى (٢/ ٢/١١٦)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٤٢٣).

<<  <   >  >>