للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان صحيحاً من حيث الاستعمال اللغوي , فيطلق على من صحب شخصاً ولو ساعة.

ويضيف هؤلاء أن العرف قيد الوضع اللغوي، فلا يطلق اسم الصحابي إلا على من كثرت صحبته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، واختص به اختصاص الصاحب بالمصحوب لا على من لقيه ساعة (١).

والمذهب الأول هو الراجح , وعليه العمل عند المحدثين والأصوليين (٢) , واستدل ابن كثير لرجحانه بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: » يأتي على الناس زمان , يغزو فئام من الناس , فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم , فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس , فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ، فيقولون: نعم , فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس , فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ، فيقولون: نعم , فيفتح لهم «(٣).


(١) انظر: المستصفى للغزالي (١/ ١٦٥) , والواضح لابن عقيل (٥/ ٦٠) , والإحكام في أصول الأحكام للآمدي (٢/ ٩٢)، ومفردات ألفاظ القرآن (ص ٤٧٥) مادة "صحب".
(٢) انظر: فتح الباري لابن حجر (٧/ ٣) , وفتح المغيث للسخاوي (٤/ ٨٦) , ورجحه من الأصوليين: ابن عقيل الحنبلي في الواضح (٥/ ٦١ - ٦٢) , وابن قدامة في روضة الناظر (٢/ ٤٠٤) , والآمدي في الإحكام (٢/ ٩٢) , وابن النجار في شرح الكوكب المنير (٢/ ٤٦٥).
(٣) أخرجه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - بهذا اللفظ مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة (٤/ ١٩٦٢) برقم (٢٥٣٢) , وأخرجه البخاري بلفظ: «فيكم من صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ » في عدة مواضع؛ بوب على أحدها بقوله: باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - , ومن صحب النبي أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه. صحيح البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤/ ١٨٨).
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف (١٢/ ١٧٨) عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني». قال ابن حجر في فتح الباري (٧/ ٥): «إسناده حسن»، وانظر مجمع الزوائد (١٠/ ٢٠).

<<  <   >  >>