للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتفاوت أسلوب الصحابة والتابعين في النقد متأثراً بعدة عوامل، ترجع في مجملها إلى عاملين رئيسين: الأول: نوع الخطأ ودرجته، والثاني: المخطئ، وموقف الناقد منه، وبحسب هذين العاملين يتفاوت أسلوب النقد، فتارة يأتي النقد شديداً، وتارة يأتي برفق، وقد يأتي الرفق والشدة في قضية واحدة لكن مع شخصين مختلفين، ومن أمثلته: أن ابن عباس عندما نقل إليه أن نوف البكالي (١) يقول: إن الخضر ليس بصاحب موسى، قال: كذب عدو الله (٢).

وقد اختلف ابن عباس مع الحر بن قيس (٣) في نفس القضية، ولم يقل له


(١) هو أبو يزيد نوف بن فضالة البكالي الحميري الشامي، ابن امرأة كعب الأحبار، روى عن علي بن أبي طالب وأبي أيوب، وعنه ابن جبير، وكان راوية للقصص والأخبار، استشهد مع محمد بن مروان في الصائفة قبل المائة.
انظر: التاريخ الكبير (٤/ ٢/١٢٩)، وحلية الأولياء (٦/ ٤٨)، وتهذيب التهذيب (٤/ ٢٤٩).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب العلم، باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم (١/ ٣٨)، وفي كتاب التفسير باب: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} (٥/ ٢٣٠).
(٣) هو الحر بن قيس بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، ابن أخي عيينة بن حصن، وكان أحد الوفد الذين قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فزارة مرجعه من تبوك، وكان أصغرهم.

انظر: الاستيعاب (٣/ ١٣٠) بذيل الإصابة، والإصابة (٢/ ٣٣٣).

<<  <   >  >>