للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - قيل لعبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: «إن أبا محمد (١) يزعم أن الوتر واجب، قال: كذب أبو محمد، أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن، كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه» (٢).

قال الخطابي (٣): «قوله: كذب أبو محمد، لم يذهب به إلى الكذب الذي هو الانحراف عن الصدق والتعمد للزور، وإنما أراد به أنه زل في الرأي، وأخطأ في الفتوى، وذلك أن حقيقة الكذب إنما يقع في الإخبار، ولم يكن أبو محمد في هذا مخبراً عن غيره، وإنما كان مفتياً عن رأيه، وقد نزه الله أقدار الصحابة عن الكذب،


(١) هو مسعود بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة الأنصاري النجاري، شهد بدراً، وفتح مصر، وسكن دمشق، توفي في خلافة عمر، وقيل شهد صفين مع علي.
انظر: الاستيعاب (١٢/ ١٣٨) بذيل الإصابة، وأسد الغابة (٥/ ١٥٧).
(٢) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات (١/ ١١٥)، وفي باب من لم يوتر (٢/ ٦٢)، والنسائي في كتاب الصلاة، باب المحافظة على الصلوات الخمس (١/ ٢٣٠)، ومالك في الموطأ في كتاب الصلاة، باب الأمر بالوتر (١/ ١٨١)، وأحمد في المسند (٥/ ١١٥، ١١٧، ١١٩)، والدارمي في سننه، في كتاب الصلاة، باب في الوتر (١/ ٣٩٤).
(٣) هو أبو سليمان حَمْد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي الفقيه الأديب، من شيوخ الحاكم، من مصنفاته: غريب الحديث، ومعالم السنن، وشان الدعاء، توفي في مدينة بست سنة (٣٨٨).
انظر: وفيات الأعيان (٢/ ٢١٤)، وتذكرة الحفاظ (٣/ ١٠١٨).

<<  <   >  >>