للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن تجتهد برأيك ثم تقدم فتقدم، وإن شئت أن تتأخر فتأخر، ولا أرى التأخر إلا خيراً لك» (١).

٢ - وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «إنه قد أتى علينا زمان ولسنا نقضي ولسنا هنالك، ثم إن الله عز وجل قدر علينا أن بلغنا ما ترون، فمن عرض له منكم قضاء بعد اليوم فليقض بما في كتاب الله، فإن جاء أمر ليس في كتاب الله فليقض بما قضى به نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فإن جاء أمر ليس في كتاب الله ولا قضى به نبيه - صلى الله عليه وسلم - فليقض بما قضى به الصالحون، فإن جاء أمر ليس في كتاب الله ولا قضى به نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولا قضى به الصالحون فليجتهد رأيه، ولا يقل: إني أخاف وإني أخاف، فإن الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات، فدع ما يريبك إلى مالا يريبك» (٢).

٣ - وكان ابن عباس إذا سئل عن الأمر، فإن كان في القرآن أخبر به، وإن لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر به، فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، فإن لم يكن قال فيه برأيه (٣).

وقد حذر الصحابة من خطورة الإقدام على رأي يخالف الكتاب والسنة،


(١) سنن الدارمي (١/ ٦٤)، والإحكام لابن حزم (٦/ ١٠٠٦).
(٢) أخرجه النسائي في سننه، كتاب آداب القضاة، باب الحكم باتفاق أهل العلم (٨/ ٢٣٠)، والدارمي في سننه (١/ ٦٣ - ٦٤)، وابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ٢٤١)، والطبراني في المعجم الكبير (٩/ ١٨٧)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٥٧)، وابن حزم في الإحكام (٦/ ١٠٠٤).
(٣) سنن الدارمي (١/ ٦٤)، والإحكام لابن حزم (٦/ ١٠٠٥)، وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ٥٨).

<<  <   >  >>