للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخطأت فهو مني، لها صداق نسائها، ولها الميراث وعليها العدة» (١).

فتأمل كيف توقف ابن مسعود - رضي الله عنه - عن الإجابة أول الأمر، حتى عادوا إليه وأصروا على إجابتهم، فلما رأى منهم ذلك قدم بهذه المقدمة يعتذر فيها إن أخطأ.

٣ - وأتى قوم زيد بن ثابت فسألوه عن أشياء فأخبرهم، ثم قال: «عذراً لعل كل شيء حدثتكم به خطأ، إنما اجتهدت لكم رأيي» (٢).

٤ - وسأل رجل القاسم بن محمد عن شيء فأجابه، فلما ولى الرجل دعاه وقال له: «لا تقل: إن القاسم زعم أن هذا هو الحق، ولكن إن اضطررت إليه عملت به» (٣).

٥ - وعن ابن جريج قال: «قلت لعطاء: ما {عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} (٤)؟ ، قال: عدل الطعام من الصيام، قال: لكل مد يوماً، يأخذ - زعم - بصيام رمضان وبالظهار، وزعم أن ذلك رأي يراه، ولم يسمعه من أحد ولم تمض به سنة» (٥).

إن الرأي حين ينضبط بهذه الضوابط التي قررها الصحابة والتابعون، ولا يخرج عما قررته الأدلة فلا وجه للقول برده وعدم اعتباره، وعلى هذا تنزل


(١) مسند أحمد (١/ ٤٣٠ - ٤٣١).
(٢) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٤٣ - ١٤٤).
(٣) المصدر السابق (٢/ ١٤٤).
(٤) سورة المائدة من الآية (٩٥).
(٥) جامع البيان (٨/ ٧١٠).

<<  <   >  >>