للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} (١)، فيفسر {مُبْصِرَةً} بأنها ذات بصر لم تكن عمياء، فهذا من الرأي المذموم لفساده» (٢).

الرابعة: أن يفسر الآية مستنداً إلى اللفظ، ثم يزعم أنه المراد دون غيره ويقطع بذلك، فيضيق على غيره من المفسرين (٣).

فهذه الصور من الرأي ونحوها هي التي ينزل عليها ذم الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم -، وقد امتلأت بها كثير من كتب التفسير كتفاسير المبتدعة، وكأن بوادر تلك الآراء في التفسير ظهرت في وقتهم، فحذروا منها وممن يروج لها، وسيأتي ذكر نماذج منها في مواطنها إن شاء الله تعالى.

وبعدُ ... فلو وجدنا كلاماً عن بعض الصحابة والتابعين يوحي بذم الرأي عامة؛ محموداً كان أو مذموماً، فينبغي حمله على خشية أن يؤدي الإكثار من الرأي المحمود إلى الوقوع في الرأي المذموم، وخشية أن يصرف صاحبه عن العناية بالآثار ونقلها وتأملها، فمنعوا منه مطلقاً سداً للذريعة، ومن «عادة الشرع أنه إذا نهى عن شيء وشدد فيه منع ما حواليه، وما دار به ورتع حول حماه» (٤).


(١) سورة الإسراء من الآية (٥٩).
(٢) التحرير والتنوير (١/ ٢٨ - ٢٩)، وانظر إحياء علوم الدين (١/ ٢٩٢).
(٣) التحرير والتنوير (١/ ٢٩)، والإتقان في علوم القرآن (٢/ ٢٣٤).
(٤) الاعتصام للشاطبي (١/ ١٠٤).

<<  <   >  >>