للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى الآيات المتشابهة، وفسروها بما يتوافق مع أهوائهم ومقاصدهم الفاسدة (١).

وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من هؤلاء، وسلوك منهجهم في التعامل مع النصوص الشرعية، فعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (٢) قالت: قال رسول الله: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم» (٣).

وقد ذكر ابن جرير (٤) أن الآية التي تلاها النبي - صلى الله عليه وسلم - نزلت بسبب مجادلة نصارى نجران بمتشابه القرآن، ومناظرتهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمر عيسى - عليه السلام - (٥)، وهذا موافق لما ذكره ابن إسحاق (٦)، فقد ذكر قدومهم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومجادلتهم له،


(١) انظر الجامع لأحكام القرآن (٢/ ١٢٥٥ - ١٢٥٦).
(٢) سورة آل عمران آية (٧).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} (٥/ ١٦٦)، وأخرجه مسلم في كتاب العلم (٤/ ٢٠٥٣) برقم (٢٦٦٥).
(٤) هو أبو جعفر محمد بن جرير الآملي الطبري، شيخ المفسرين، وأحد المجتهدين، ولد عام (٢٢٤)، من مصنفاته غير التفسير: تاريخ الأمم والملوك، والقراءات، استوطن بغداد وبها توفي عام (٣١٠).

انظر: تاريخ بغداد (٢/ ١٦٢)، وتذكرة الحفاظ (٢/ ٧١٠)، وطبقات المفسرين للداودي (٢/ ١١٠).
(٥) جامع البيان (٥/ ٢٠٦، ٢١٢).
(٦) هو أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني، رأى أنس بن مالك وابن المسيب، وحدث عنه الثوري وشعبة، كان إماماً في السير وأيام الناس، توفي عام (١٥١).
انظر: التاريخ الكبير (١/ ١/٤٠)، وتاريخ بغداد (١/ ٢١٤).

<<  <   >  >>