للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرجل: الأنفال التي قال الله في كتابه ما هي؟ ، قال القاسم: فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه، فقال ابن عباس: أتدرون ما مثل هذا؟ ! ؛ مثل صبيغ الذي ضربه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -» (١).

وجاء في بعض الروايات أن الرجل من أهل العراق (٢)، وظاهرٌ أنه لم يكن يسأل سؤال استرشاد، وإنما أراد الاستشكال والتعنت، فشبه ابن عباس حاله بحال صبيغ الذي كان يسأل عن المتشابه.

٥ - وعنه - رضي الله عنه - في قوله تعالى: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} قال: «يحملون المحكم على المتشابه، والمتشابه على المحكم، ويلبسون فلبس الله عليهم» (٣).

ثانياً: بيان أن تتبع المتشابه وطلب تأويله من منهج المبتدعة وطريقتهم في فهم النصوص والاستدلال بها، وأنه من أسباب ضلالهم، وهذا وجه من أوجه نقد اتباع المتشابه وذمه؛ لما له من أثر في نفور الناس من سلوك هذا المسلك واتباعه،


(١) أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٥٨٦)، وعبد الرزاق في تفسيره (١/ ٢٣١)، وأبو عبيد في الأموال (١/ ٤٢٦)، وابن جرير في جامع البيان (١١/ ٨) وهذا لفظه، وأبو جعفر النحاس في الناسخ والمنسوخ (٢/ ٣٧٣)، وابن بطة في الإبانة " الإيمان" (١/ ٤١٧) وفيه أن ابن عباس قال: «أما لو عاش عمر لما سأل أحد عما لا يعنيه»، وانظر: الدر المنثور (٣/ ١٦١)، ومجموع الفتاوى (١٣/ ٣١١).
(٢) تفسير عبد الرزاق (١/ ٢٣١).
(٣) جامع البيان (٥/ ٢٠٤)، وتفسير ابن أبي حاتم (٢/ ٥٩٥)، والإبانة لابن بطة "الإيمان" (٢/ ٦٠٦).

<<  <   >  >>