للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما احتف به من القرائن الدالة على سلامة هدفه، وحسن قصده، كأن يظهر منه رغبة في التعلم ومعرفة مراد الله من كلامه، أو يكون مراده المحافظة على قدسية القرآن الكريم وسلامته من الاختلاف والتناقض، لكونه سمع شبهة حول بعض الآيات، فلجأ إلى العلماء لكشفها وبيانها (١)، وكان الصحابة والتابعون - رضي الله عنهم - يجيبون مثل هذا السائل برفق من غير تعنيف؛ لكونهم علموا هدفه ورغبته في معرفة الحق، وبيان المتشابه والحالة هذه من تمام التدبر لكتاب الله.

ومن شواهده:

١ - قال رجل لابن عباس: «إنه قد وقع في قلبي الشك من قوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (٢)، وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} (٣)، وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (٤)، وقد أنزل الله في شوال وذي القعدة وغيره! ، قال: إنما أنزل في رمضان في ليلة القدر وليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام» (٥).


(١) انظر تفسير الصحابة د. بدر (ص ٥٠).
(٢) سورة البقرة من الآية (١٨٥).
(٣) سورة الدخان من الآية (٣).
(٤) سورة القدر آية (١).
(٥) جامع البيان (٣/ ١٩٢)، وتفسير ابن أبي حاتم (١/ ٣١٠، ٨/ ٢٦٨٩)، والأسماء والصفات للبيهقي (١/ ٣٦٩)، وهو بنحوه في المعجم الكبير للطبراني (١١/ ٣٠٩).

<<  <   >  >>